تطوان المدينة المغربية
صفحة 1 من اصل 1
تطوان المدينة المغربية
تطوان
تطوان
هي مدينة مغربية في موقعها الجغرافي، إسلامية- أندلسية في هويتها وطابعها،
وتقع في منطقة ريفية على ساحل البحر المتوسط، بين مرتفعات جبل درسة وسلسلة
جبال أطلس الريف، وتعتبر هذه المدينة مبدئيًّا واحدةً من أهم
الحواضر الأندلسية القديمة التي تمكنت من الحفاظ على الحضارة الإسلامية
فيها، مع تكيفها المستمر مع الروافد الثقافية الواردة إليها، مما أثرى
وميَّز تاريخها العريق الذي يعود إلى مرحلة ما قبل الميلاد.
ويعود تاريخ المدينة إلى مرحلةٍ مبكرةٍ من التاريخ الإنساني؛ حيث بُنِيَت
على أنقاض مدينة كانت تسمى مدينة تمودة، وقد وُجِدَت الكثير من الحفريات
والآثار التي تعود إلى هذه المدينة القديمة، ويعود تاريخها بعضها إلى
القرن الثالث قبل الميلاد؛ وقد دُمِّرَت تمودة تمامًا في حوالي عام 42 ق.
م على أيدي الجيوش الرومانية، أمَّا اسم تطوان أو تطاون- فالمدينة لها
أكثر من اسم- فهو موجودٌ منذ القرن الحادي عشر الميلادي.ويعود تاريخ
المدينة الإسلامي إلى أوائل القرن الرابع عشر وتحديدًا في العام 1307م؛
حيث أعاد أحد سلاطين الأسرة المرينية، وكان يٌعرف باسم السلطان أبو ثابت،
بناء المدينة كقلعةٍ محصنةٍ، بحيث يتخذها كقاعدة انطلاقٍ لتحرير مدينة
سبتة من الاحتلال الإسباني، وخلال حروب المرينيين مع الإسبان دمر الملك
الإسباني هنري الثالث المدينة عن آخرها سنة 1399م.
و التاريخ الحديث للمدينة يبدأ فعليًّا منذ أواخر القرن الخامس عشر
الميلادي، عندما سقطت غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس في أيدي مملكة
قشتالة وليون عام 1492م في فترة حكم ملوك الكاثوليك فرديناند وإيزابيلا؛
حيث بناها القائد الغرناطي سيدي علي المنظري، وعندما خرج آلاف المسلمين
واليهود من الأندلس استقروا في شمال المغرب عمومًا وعلى أنقاض مدينة تطوان
التي هدمها هنري الثالث بشكلٍ خاصٍّ، ممَّا حول المدينة إلى ملتقى بشري
وثقافي كبير، وعرفت تطوان خلال هذه المرحلة حالة واسعة من الإعمار والنمو
في شتى الميادين، بل إنَّها تحوَّلَت إلى مركزٍ لاستقبال كل المفردات
البشرية والحضارية الإسلامية الأندلسية
وخلال المواجهات العسكرية بين الدولة الإسلامية في المغرب مع إسبانيا
والبرتغال في القرنَيْن السادس عشر والسابع عشر الميلاديَّيْن، وبخاصة في
البحر لعبت أساطيل تطوان دورًا مهمًّا في تهديد مصالح العدو الخارجي، وكان
لهذه الحروب أثر بالغ على عمران المدينة وطبيعته؛ حيث بنيت القلاع
والأسوار للدفاع عن المدينة.
وأيضًا تأثرت المدينة بعمليات التبادل التجارية بين المغرب وأوروبا؛
وبالذات مع إسبانيا وإيطاليا وفرنسا والجزر البريطانية خلال القرنَيْن
السابع عشر والثامن عشر الميلاديَّيْن؛ حيث كانت كل عمليات التجارة بين
المغرب وأوروبا تجري عبر مدينة تطوان التي كانت في ذلك الحين واحدة من أهم
الموانئ المغربية؛ حيث كانت السفن تقوم برحلاتها ما بين تطوان وكلٍّ من
جبل طارق، ومدن الجزائر، ومارسيليا، وليفورنو.
قيمتها التراثية
لا
تزال المدينة تحتوي على الكثير من المعالم الأثرية القديمة التي تبرز عظمة
عمران المدينة وتحكي تاريخ الحضارة الإسلامية بها، وقد تمَّ تسجيل تطوان
كموقع تراثي عالمي سنة 1998م من جانب منظمة اليونسكو، وفي تطوان عددٌ من
الأزقة الرئيسية التي تربط ما بين أبواب المدينة وساحاتها وبناياتها
العمومية كالفنادق والمساجد والزوايا، بالإضافة إلى مختلف الأحياء
التجارية الأخرى الخاصة بالحرف التقليدية القديمة.
لوحة الرسام دالي : حرب تطوان
ويحيط بتطوان سورٌ كان يُمثِّل جدار دفاعي طوله 5 كيلومترات وسمكه 1,20
متر، أما ارتفاعه فمُتباينٍ؛ حيث يتراوح ما بين 5 و7 أمتار، وبه من الخارج
عددٌ من الدعامات والأجهزة الدفاعية المحصنة مثل قصبة جبل درسة في الشمال
وأبراج باب العقلة وباب النوادر والبرج الشمالي الشرقي، ويحتوي الجدار على
ستةِ أبوابٍ في جوانبه المختلفة، وقد بُنِيَ هذا السور على أكثرِ من
مرحلةٍ ما بين القرنَيْن الخامس عشر والثامن عشر الميلاديَّيْن، ثمَّ
تعرَّض بعد ذلك لأعمال هدم وتخريب في منتصف القرن الثامن عشر، ثم أعيد
بناؤه بعد ذلك بفترةٍ وجيزة خلال سنوات حكم سيدي عبد الله بن المولى
إسماعيل.
وبجانب السور هناك قصبة سيدي المنظري التي تحتل الزاوية الشمالية الغربية
للمدينة بأكملها، ويمكن منها مراقبة كل الممرات انطلاقًا من المرقاب الذي
يعلو أحد الأبراج، وقد بنيت كل المعالم الداخلية للقصبة خلال القرن الخامس
عشر الميلادي في أثناء فترة إعادة بناء المدينة بعد خروج المسلمين من
الأندلس، وتتكون القصبة من قلعة ومسجد جامع ودار وحمام صغير، وكانت تشكل
مركزًا للسلطة الحاكمة وقاعدة عسكرية إضافة إلى مقر للسكنى بالنسبة
لمؤسسها سيدي المنظري.
ومن أبرز معالم المدينةِ أيضًا حصن السقالة، وهو عبارة عن مجمع عسكري
مكوَّن من بطارية بُنيت فوق باب العقلة الذي يُعرف أيضًا بباب البحر، وقد
بُني هذا المجمع خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر بأمرٍ من السلطان
العلوي مولاي عبد الرحمان، بحسب الكتابة المنقوشة فوق مدخل البناية، والتي
تذكر السلطان وعامله محمد الشاش الذي قام ببنائها سنة 1246 للهجرة والتي
توافق 1830-1831م
[center]
[/center]
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى